توحيدنا.. رؤيتنا.. حلم يتحقق- ملحمة وطن نحو آفاق المستقبل

المؤلف: نجيب يماني11.19.2025
توحيدنا.. رؤيتنا.. حلم يتحقق- ملحمة وطن نحو آفاق المستقبل

طوى التاريخ صفحة عام مضى، وحل علينا يوم نسترجع فيه ذكرى توحيدك يا وطني الشامخ، ونستزيد فخرًا.

تأمل الخلق مليًا في حال التشتت والفوضى الذي سبق توحيدك، وفي بطولات وتضحيات ملحمتك الخالدة، وما أعقبها من إنجازات عظيمة وعطاءات جزيلة، وما نرجوه لمستقبلك الزاهر في ظل «الرؤية» الطموحة من بشائر الخير وإشراقات النور. نستحضر هذه الذكريات بفخر واعتزاز، فهي التي قادتنا نحو مصاف الدول المتقدمة، ويسرت لنا سبل الراحة والأمان، لننعم بجودة الحياة، ورغد العيش، والصحة والعافية، والتعليم الميسر، والرفاهية الشاملة، في ظل الوسطية والاعتدال.

نقف اليوم، ونحن نشاهد بكل فخر سطوع شمسك يا موطني، في أفق مفعم بالوعود، زاخر بالنشاط، يزدان ببساتين وارفة الظلال، حافلة بالثمار اليانعة.

نقف اليوم، ونتذكر بتقدير وعرفان أولئك الأبطال الذين سطروا بدمائهم الزكية صفحات هذه الملحمة الإنسانية الفريدة، تلك الملحمة التي قلّ نظيرها في تاريخ البشرية الحديث.

لقد انقضى أسبوع على احتفالنا المهيب باليوم الوطني لتوحيد المملكة العربية السعودية، ذلك اليوم الذي تحقق على يد المؤسس الباني، المغفور له بإذن الله.

مرت الأيام سريعًا، ونحن نرفل في نعيم وطن أبيّ، شامخ، عزيز، لنتوقف في لحظة تاريخية فارقة، ونستعيد الذكرى السنوية الرابعة والتسعين لليوم الوطني المجيد.

تعود بنا الذاكرة إلى ذلك اليوم الأغر من عام 1932م، حين وقف المؤسس، طيب الله ثراه، معلنًا توحيد هذه البلاد الطيبة المباركة تحت راية التوحيد الخالدة «لا إله إلا الله، محمد رسول الله»، وإطلاق اسم المملكة العربية السعودية عليها، بعد مسيرة طويلة من الجهاد والمجاهدة، والصبر والكفاح المضني، استمرت لأكثر من اثنين وثلاثين عامًا، سطر خلالها ورجاله الأوفياء أروع ملاحم البطولة والفداء في التاريخ الإنساني الحديث، ليقيموا لنا مملكة راسخة الدعائم، شامخة البنيان، محصنة بالعدل، والعطاء المتواصل على مر السنين والعصور، في بذل سخي أساسه نكران الذات، وعنوانه رفعة الوطن، وغايته رفاهية المواطن، وحفظ كرامته، وضمان الحياة الكريمة له.

وها نحن اليوم، في عهد سلمان الحزم والعزم، وولي عهده الأمين، مهندس «الرؤية» وملهمها، تلك الرؤية التي نقلت بلادنا إلى آفاق واسعة لم تخطر لنا على بال، وإلى ساحات كنا نظنها ضربًا من الخيال، فجعلت منها «الرؤية» واقعًا ملموسًا، ومنجزات عظيمة، وكأن القيادة الرشيدة قد أدركت ذلك، فجعلت من شعار «نحلم ونحقق» أيقونة لهذا اليوم العظيم، مانحة إياه معاني جديدة، يمتزج فيها الفرح بالماضي العريق، والاعتزاز بالأجداد، والفخر بالجيل المؤسس، مع التطلع إلى المستقبل المشرق، والعمل الدؤوب من أجل وطن لا يعرف المستحيل، وعزيمة لا تلين. فإذا كانت ملحمة التوحيد الخالدة هي الركيزة الأساسية التي قامت عليها الدولة، والمنطلق نحو بناء دولة عصرية، راسخة الأسس، قوية البنيان، فقد بوّأت المملكة مكانة مرموقة في العديد من المجالات، فإننا اليوم أمام منعطف هام في مفهوم الوطنية، مع رؤية المملكة 2030، التي تنطلق بنا نحو البناء والتطوير والنماء، بأقصى الطاقات الكامنة، وشحذ الهمم العالية، واستغلال الموارد المتاحة على أكمل وجه، لمواجهة التحديات المستقبلية في مسيرة التطور والنمو اللامحدود، وبطموح يعانق السماء، ويتجاوز كل العقبات.

إن احتفاءنا بهذا الماضي المشرق والمضيء هو واجب علينا، وضرورة ملحة، وأمر في غاية الأهمية، حتى يترسخ في وجدان الأجيال القادمة، ليدركوا قدر الرجال العظام، وحجم التضحيات الجسام التي قدمت، على أن يصاحب هذا الاحتفال وعي كامل بدور كل فرد يعيش بيننا، بفهم جديد لمعنى الوطنية الحقة، في ظل عهد «الرؤية» المباركة. فشعار «نحلم ونحقق» يضعنا جميعًا أمام مسؤوليات تاريخية، وتحديات كبيرة، للوفاء بهذا الشعار على أكمل وجه، فهو ليس مجرد عبارة شعرية منمقة، نرددها في معرض المباهاة دون عمل ملموس، وفعل إيجابي، ولكنه رمز لمرحلة جديدة، وعنوان لطموح مشروع، وأحلام قيد التحقيق، وينتظر من الجميع المساهمة فيها قدر المستطاع، ولن يتحقق ذلك إلا بوعي مكتمل، وامتلاك للأدوات اللازمة، وخاصة المعرفية، بما يخرجنا من دائرة التفكير التقليدي، والأحلام الموروثة، إلى آفاق رحبة، دون تردد أو تثبيط للهمم، وهذا يعني أن المستقبل الزاهر لن ينتظر المتفرجين، والمسيرة المباركة لن تصحب المتكاسلين، والوطن الغالي ينتظر القادرين على العطاء والبذل في كافة الميادين. فلندرك أن رؤية المملكة، التي أبدعتها عبقرية ولي عهدنا الأمين، تمضي بنا نحو مستقبل مشرق، ولديها القدرة الكاملة على تحقيق أهدافها الطموحة، بكل جدارة واقتدار.

«نحلم ونحقق» يفتح أمامنا آفاقًا واسعة للتفكير والإبداع، وينشط همم الأجيال المتعاقبة للعطاء بلا حدود، واستشعار المسؤولية دون تأخير أو تعطيل، ويعلق في أعناق الجميع دينًا واجب السداد لوطن معطاء، بما يواكب المرحلة الحالية، والنظرة المستقبلية، بكل ما تحمله من تحديات، وهذا يتطلب منا وعيًا كاملًا بهذه التحديات والمتغيرات الكبيرة التي يشهدها العالم أجمع، حتى نجعل من هذا الشعار خطة عمل ننفذها على أرض الواقع، وبذلك يكون لاحتفالنا باليوم الوطني معنى مثمرًا، وقيمة مضافة، وتعميق حقيقي لمفهوم الوطنية العظيمة، وعندها نستحق شرف الانتماء الحق لهذا الوطن، ويكون لاحتفالنا معنى جديدًا، وكل عام ووطننا ينعم بالأمن والأمان، والازدهار والرخاء، تحت ظل قيادته الرشيدة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة